الاثنين، 22 نوفمبر 2010

هند بنت عتبة

لنبدء مشوارنا لاوضاع النساء في عرب الجاهلية نستعرض من خلالها بعض من ربات الخدور وبالخصوص من لهن باع طويل وذكر جميل والمروية من كتب الثقات حشرهم الله بعد الممات الى حيث يريد
لا تعدوا عن كون الاخبار الواردة هنا على انها فقط بعهدة راويها فأن كان صادقا فله اجران وان كان كاذبا فله اجر واحد
كان يا ما كان في قديم الزمان كانت النساء مغبونات في الحقوق والواجبات هذا ما خبرونا في المدارس وكانت النساء موؤدات من صغرهن ومن قيل له ان زوجتك انجبت انثى ظل وجهه مسودا وكظيم ... طيب ليش ؟ شنو القصة ؟ ما ادري المهم نرجع للموضوع
لم نسمع باسماء النساء في الجاهلية الا القليل منهن مثل الخنساء (الشاعرة) او سفانة بنت حاتم الطائي او زرقاء اليمامة او نساء الزير سالم وهؤلاء غير معنيات في البحث لكن لفهم المراد سنذكر النساء اللواتي كان لهن الاثر الكبير في تغيير كثير من التاريخ الاسلامي بعد الجاهلية ولنبدء بالصحابية الجليلة هند بنت عتبة كونها اكثر شهرة من غيرها في ذلك الوقت  
قال في الفتح:7/107: (وكانت قبل أبي سفيان عند الفاكه بن المغيرة المخزومي ثم طلقها في قصة جرت) ! وفي أسد الغابة:5/563: (وقصتها معه مشهورة) !
وخلاصة القصة : أن زوج هند الاول (الفاكه) تركها نائمةً ظهراً وخرج من البيت ، وعاد فرأى رجلأً يخرج من عندها ، ودخل فوجدها نائمة ، فركلها برجله وسألها فأنكرت فقال لها: إلحقي بأبيك ، فشاع الخبر في قريش ! وزعموا أن أباها أخذها الى كاهن باليمن فحكم ببراءتها ! (مجمع الزوائد 9/264 أو/ 2707 ، والمستطرف/514 ، والعقد الفريد:6/68 أو/620، وتاريخ دمشق:70/168 ، والنهاية:7/60 ، و:8/124، والمحبر/437 ، والمنمق في أخبار قريش/43 ، والسيرة الحلبية:3/44 ، والأغاني:9/53 و66، أو/2001 ، وصبح الأعشى:1/454 أو/272، والمصباح المضي:1/126، ونهاية الإرب/642 ، وسمط اللآلي/332 ، ومحاضرات الأدباء/144، ونثر الدرر/1100، وجمهرة خطب العرب:1/81) .

وفي كتاب الأغاني:9/62: (فأقبل إليها فضربها برجله وقال: من هذا الذي خرج من عندك ؟ ! قالت: ما رأيت أحداً ولا انتبهت حتى أنبهتني . فقال لها: إرجعي إلى أمك . وتكلم الناس فيها). انتهى. وصرح عدد من هذه المصادر كالمُحَبَّر ، بأن الفاكه بن المغيرة اتهمها بالزنى ، لكنها لم تنجب منه ، ولا عنده . ثم بقيت مدة (ذات علم) فكانت قصتها مع مسافر بن أبي عدي الأموي ! (كان من فتيان قريش جمالاً وشعراً وسخاءً ، قالوا: فعشق هنداً بنت عتبة بن ربيعة وعشقته فاتهم بها وحملت منه . قال بعض الرواة: فقال معروف بن خربوذ: فلما بان حملها أو كاد قالت له: أخرج فخرج حتى أتى الحيرة ، فأتى عمرو بن هند فكان ينادمه . وأقبل أبو سفيان بن حرب إلى الحيرة في بعض ما كان يأتيها ، فلقي مسافراً فسأله عن حال قريش والناس فأخبره ، وقال له فيما يقول: وتزوجتُ هنداً بنت عتبة ! فدخله من ذلك ما اعتل معه حتى استسقى بطنه...).( الأغاني/1999) .
خطية ...........مات من القهر على عشيقته الرائعة 
وفي تاريخ دمشق:70/172، أن الأطباء عالجوه وسقوه دواء وكووه بالنار: (فلم ينفعه ذلك شيئاً ، فخرج يريد مكة فأدركه الموت بهُبَالة فدفن بها ، ونعي إلى أهل مكة) ! انتهى. وقد تقدم قول المؤرخين أن حملها من عشيقها مسافر كان معاوية: (فجاء أشبه الناس به جمالاً وتماماً وحسناً ، وكان أبو سفيان دميماً قصيراً أخفش العينين ، فكل من رأى معاوية ممن رأى مسافراً ذكره به) .  الود طالع لابوه

ويفهم من تاريخ دمشق:70/172، أنها تزوجت أبا سفيان بعد سفر مسافر ! فيحتمل أن أبا سفيان الذي كان يتردد عليها أيضاً أعجبه الطفل ، فاتفق مع أبيها عتبة على نسبة الطفل اليه وقتل مسافر لينسى الناس أب الولد ولا يدعيه في المستقبل ! فقد كانت القاعدة عندهم أن ولد الزنا إذا كان شبيهاً كثيراً بالزاني ، وأراد الأهل أو الزوجة التخلص من العار ونسبته الى زوج آخر ، فلا بد أن يقتلوا أباه ! وهذا ما حصل لمسافر بن أبي عدي ! – هذا التعليل قرئته في احد المواقع الالكترونية ولم اعثر على نصوص هذه القاعدة التاريخية

ونفس الشئ حصل للصباح الحبشي الأجير ، الذي كان ولدها عتبة شبيهاً به ! فعندما أحست هند بالطلق ذهبت الى جبال أجياد ( فلما وضعته رأت البياض غلب عليه وأدركتها حنة، فأبقته ولم تنبذه، ولذلك يقول حسان بن ثابت..الى آخر ما تقدم) فلم تقتله هند فقررت أن تقتل أباه الصباح ، وتنسبه الى أبي سفيان !
وفي المناقب والمثالب للقاضي النعمان/243: (روى الكلبي عن أبي صالح ، والهيثم عن محمد بن إسحاق ، وغيره: أن معاوية كان لغير رَشْدة ، وأن أمه هند بنت عتبة كانت من العواهر المعلمات(ذات العلم)اللواتي كن يخترن على أعينهن ، وكان أحب الرجال إليها السود ، وكانت إذا علقت من أسود فولدت له قتلت ولدها منه !.... قالوا: وكان معاوية يُعْزَى(يُنسب)إلى ثلاثة: إلى مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة ، وإلى العباس بن عبد المطلب ، وكان أبو سفيان يصحبهم وينادمهم ، ولم يكن أحد يصحبه إلا رُمِيَ بهند ، لما كان يعلم من عهرها... وكان مسافر جميلاً ، وكانت هند تختار على أعينها فأعجبها فأرسلت إليه فوقع بها فحملت منه بمعاوية ، فجاء أشبه الناس به جمالاً وتماماً وحسناً، وكان أبو سفيان دميماً قصيراً أخفش العينين، فكل من رأى معاوية ممن رأى مسافراً ذكره به ! فأما الصباح فكان شاباً من أهل اليمن ، أسود له جمال في السودان ، وكان عسيفاً (أجيراً)لأبي سفيان فوقع بها فجاءت منه بعتبة فلما قرب نفاسها خرجت إلى أجياد لتضعه هنالك وتقتله ، كما كانت تفعل بمن تحمل به من السودان ، فلما وضعته رأت البياض غلب عليه وأدركتها حِنَّةٌ فأبقته ولم تنبذه ، ولذلك يقول حسان بن ثابت:
لمن الصبيُّ بجانب البطحاء         ملقًى عليها غير ذي مَهْدِ
نَجَلـت به بيضـاءُ آنسـةٌ      من عبد شمس صَلْتَةُ الخدِّ
غلبت على شَبَه الغلام وقد        بدا فيه السوادُ لحالك جعدِ

وقد أورد السكاكي البيت الأول في كتابه مفتاح العلوم/313 ، وهو يدل على أن عتبة ليس لأبي سفيان !
قال القاضي النعمان في المناقب والمثالب 246: ( فلما فشا خبر الصباح ووقوعه بهند ، غاربَه (من الغربة) عمارة بن الوليد بن المغيرة ، وكان يأتيها ، فخرج بالصباح إلى سفر وأمر به فطبخ له قدراً فأتاه به في يوم حار فقال: طعام حار في يوم حار ! وأمر به فشُدَّ في شجرة ورماه بالنبل حتى قتله ، لما نقمه عليه من أمر هند) !
وقال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة :1/336: ( وكانت هند تُذكر في مكة بفجور وعهر !
وقال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار(ص752): كان معاوية يُعزى إلى أربعة: إلى مسافر بن أبي عمرو ، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة ، وإلى العباس بن عبد المطلب ، وإلى الصباح ، مغنٍّ كان لعمارة بن الوليد...). ثم أورد نحو ما تقدم ، وأبيات حسان بن ثابت ! واتفق المؤرخون على أنها كانت متزوجة بالفاكه بن المغيرة المخزومي ، وهو عم خالد بن الوليد ، فوجد عندها رجلاً وطردها من بيته ، وشاعت قصتها ! وبعد طلاقه لها صارت ذات علم !
أقول: ولعل لهند قصةً مشابهة في مولودها الثالث وهي ابنتها أم الحكم ، ولم أتتبع أمرها ! أعاذ الله المسلمين من هذا النوع القذر ! ولنعم ماقال عبد الرزاق شيخ البخاري الموثق:(فذكر رجل معاوية فقال: لا تقذِّر مجلسنا بذكر وُلْد أبي سفيان) ! (تفسير عبد الرزاق:1/20 ، وتاريخ دمشق:36/187 ، وسير أعلام النبلاء:9/570).
طبعا جميع المصادر اعلاه تتناول قصص الصحابية الطليقة التي بايعت رسول الله صلى الله عليه واله على النحو التالي وبالحقيقة يكفي المتدبر في شأنها ان يتفكر قليلا في الحديث المروي عن النبي في الكتب والمصادر ويسئل نفسه لماذا شارطها  رسول الله صلى الله عليه واله حسب هذه الشروط (لا يشركن ولايسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن)
قال الطبري في تاريخه : 2/ 337 فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيعة الرجال ، بايع النساء ، واجتمع إليه نساء من نساء قريش ، فيهن هند بنت عتبة متنقبة متنكرة لحدثها وما كان من صنيعها بحمزة ، فهي تخاف أن يأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحدثها ذلك ! فلما دنوْن منه ليبايعنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني : تبايعنني على ألا تشركن بالله شيئاً .
فقالت هند: والله إنك لتأخذ علينا أمراً ما تأخذه على الرجال وسنؤتيكه .
قال : ولا تسرقن . قالت : والله إن كنت لأصيب من مال أبي سفيان الهنة والهنة ، وما أدري أكان ذلك حلالي ، أم لا ؟ فقال أبو سفيان وكان شاهداً لما تقول : أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإنك لهند بنت عتبة ؟فقالت : أنا هند بنت عتبة ، فاعف عما سلف عفا الله عنك .
قال : ولا تزنين . قالت يا رسول الله : هل تزني الحرة ؟! فضحك عمر بن الخطاب من قولها حتى استغرق قال : ولا تقتلن أولادكن . قالت : قد ربيناهم صغاراً وقتلتهم يوم بدرٍ كباراً فأنت وهم أعلم! ورواه ابن كثير في سيرته : 3/ 603، والبداية والنهاية : 4/ 365. وفي رواية أن عمر ضحك حتى استلقى على قفاه .. وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وآله نظر إلى عمر وتبسم ، فضحك عمر ! ! ! !